تتخذ المملكة العربية السعودية خطوات جادة للاستفادة من إمكاناتها الطبيعية، حيث تبرز موقعها الجغرافي بالقرب من خط الاستواء، مما يتيح لها التمتع بكمية هائلة من أشعة الشمس على مدار السنة، هذا القطاع يمثل رافعة اقتصادية جديدة تساهم في توفير فرص استثمارية واسعة، وسط توقعات بأن تسهم المنظومة في الناتج المحلي بأكثر من 1.2 في المائة.
مشروع المسح الجغرافي الشامل
أعلنت السعودية في يونيو الماضي عن إطلاق مشروع المسح الجغرافي الأول من نوعه على مستوى العالم من حيث التغطية الجغرافية. يشمل المشروع مسح جميع مناطق المملكة عبر مسح أكثر من 850 ألف كيلومتر مربع. وقد أُسندت عقود تنفيذ المشروع إلى شركات وطنية لتركيب 1200 محطة لرصد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع مدن البلاد.
فوائد برنامج “شمسي”
برنامج “شمسي” هو بوابة الكترونية تابعة للهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، تتيح للمستهلكين معرفة الجدوى الاقتصادية من تركيب منظومة الطاقة الشمسية في منشآتهم وربطها بالشبكة العامة. بيّن الجسار أن الطاقة الشمسية أصبحت رافعة اقتصادية جديدة، حيث يتوقع أن تصل الاستثمارات المستهدفة في قطاع الطاقة المتجددة بحلول 2030 إلى نحو 300 مليار ريال (80 مليار دولار)، مما يخلق فرص عمل جديدة تصل إلى 100 ألف فرصة.
مشروعات بارزة في الطاقة المتجددة
شهدت السعودية تنفيذ عدة مشروعات بارزة في مجال الطاقة المتجددة، منها محطة سكاكا للطاقة الشمسية التي تعد أكبر محطة في الشرق الأوسط، بتكلفة 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار)، ومصنع إنتاج الألواح والخلايا الشمسية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بتكلفة 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار). كما أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان محطة «الخفجي لتحلية المياه بالطاقة الشمسية» في 2018، بتكلفة 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار)، مما يعزز التحول نحو الطاقة النظيفة.
تؤكد هذه المبادرات التزام السعودية بتحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يسهم في تحسين الاستقرار الاقتصادي وتحقيق الأهداف البيئية لرؤية المملكة 2030.